تحميل رواية أدين بكل شي للنسيان pdf مليكة مقدم
في هذه الرواية تعكف “مليكة مقدم” على ذاكرتها تستمطر غيث الأيام الماضية – الجزائر زمن بومدين – فتحيلنا إلى سبعينيات القرن المنصرم في عمل جريء يتحدث عن زنى المحارم وقتل الأطفال. تتناول الرواية في مضمونها ظواهر مجتمعية سلبية رافقت مرحلة التحولات السياسية لفترة ما بعد الاستقلال في الجزائر، كان من أبرزها ظاهرة الأطفال غير الشرعيين. كان التأثير الأكبر فيها على المرأة التي باتت قاتلة وضحية في آن واحد. بين مشهد الأم التي تخنق الرضيع، واستغاثة عيني الخالة زهية، لم تكن سلمى البنت الصغيرة تعرف شيئاً عن الموت، أو لماذا أعلنت الأم فجأة “مات الرضيع”. تتذكر سلمى هذه الجملة بعد أن أصبحت طبيبة وهي تواجه شناعة مماثلة تكون الضحية فيها امرأة توفيت فجأة أثناء النوم لم تستطع إنقاذها ولا اكتشاف اللغز وراء موتها. وبين الماضي والحاضر تنهار حياة سلمى في ومضة واحدة للذاكرة وتنقسم ما بين القبل والبعد. عندئذٍ بدا لها قتل الرضيع فجأة في معناه المزدوج: الفعل الأكثر حقارة الذي دفعت إليه عادات وتقاليد المجتمع، والطريقة السيئة في تدمير الأمهات بقتل جزء منهن بإرغامهن على الإهمال أو على قتل لقطاء القبيلة. “سيقتلن إن رفضن ذلك أو يهجرن بأعجوبة، وإن رضخن سيغدون مجرد أشباح خاضعات لكل أنواع الإهانات والمساومات، هذا القصاص يستحق فعلاً سجوناً أخرى…”. وهكذا استطاعت الروائية توظيف ذاكرة البطلة سلمى بوعي وإدراك للعمل الفني فتحولت إلى رمز انتقادي للواقع الاجتماعي في الجزائر، وإرهاصات مرحلة السبعينيات، والظلم الذي لحق بمختلف شرائح المجتمع، تقول الروائية على لسان بطلتها: “لن تنجو الجزائر إلا عندما تتجهز بقوانين عادلة وبعلمانية. عندما تبعد ظلامية البلد. عندما لن تكون مدارس الجمهورية أماكن يغرق فيها الأطفال في الظلام. ولكن كيف نثق بكفاية ديمقراطية حقيقية، بتعليم نوعي يطور العقل النقدي، بالحريات والمسؤوليات التي تُنتج عن هذا للقضاء على مصدر الظلامية في الناس؟ حدث عنف كبير هنا دون أن تقتنص العدالة. صدمات نفسية كثيرة ما تزال خبيئة، ما تزال مخفية…”. وأخيراً تتساءل مليكة مقدم: هل الحضارات الكبيرة معفاة من الجانب المظلم الذي يلبد الأعماق البشرية