ما اكثر ما تعرو المرء تيارات الأسى ، وتعلو سحب الهم وتنتابه أدوار الكآبة فلا تسأل عن أثر البسمة إذ ذاك ، وروعة الضحكة وحلاوة الدعابة ، ولا ضير على بعض الكتاب إذ جعل الابتسامة دليل على حضارات الشعوب ، ومرأة رقيه ، وأمارة ظاهرة تعكس المستوى اللائق لتفكيره وسجل أخلاقه الكريمة . فأنا وأنت نتنقل في بساتين هذا الكتاب نستنشق منه نسائم الضحك ، ونحلق في سمائه تحملنا رياح الابتسامة . هي لحظات باسمة تستحق منا التوقف ، نعيش فيها مع الفكهين المازحين الضاحكين المضحكين ، طيبي النفس ، أصفياء الذهن مع نوادرهم الشائعة ، وطرائفهم الماتعة فضلاً عما تحمله من قيم أدبية ومعان تربوية .