تحميل كتاب التربية بالحوار pdf أ.د. عبدالكريم بكار
إن الدافع الأساسي للمحاور الجيد ليس إقناع من يحاوره بوجهة نظره، وليس جعله يقف إلى جانبه وإنما دافعه الأساسي أن يُريَ محاوره ما لا يراه أي : أن يدل محاوره على نقطة لا يراها أو خفيت عنه، وأن يطلعه على شيء غائب عن ذهنه شيء لا يعلمه وفي الوقت نفسه وهو يحاوره ، يأمل أن يظفر هو أيضاً من محاوره بأن يكشف له عن غموض أمور لا يراها أو لا يعرفها.
إن كلا المتحاورين يطلبان العلم والوضوح ومعرفة الحق ولا شك في أن بعض الحوار قد ينقلب إلى جدل عقيم ومقيت كما أن بعض الجدل قد يتسم بالرفق والحكمة، ومهمتنا دائماً أن نكون محاورين جيدين ومجادلين بالتي هي أحسن ودعاة إلى الحق بأحسن أسلوب، وأرفع خلق، وأكثر مرعاة لمن نجادلهم ونحاورهم وندعوهم .