تحميل رواية تعاويذ عمران pdf نرمين نحمد الله
نرمين نحمد الله دخلت المكان شبه المظلم الذي استقر هو فيه على ما يشبه العرش…
لتتقدم نحوه بخطوات وجلة وصوت حذائها العالي يدوي على الأرض الصلبة …
عندما رفع وجهه نحوها بعينيه اللتين فقدتا نور البصر ليهتف بصوت أرعبها أكثر:
_اخلعي حذاءك كي لا يدنس طهر المكان.
ازدردت ريقها بصعوبة وهي تمتثل لأمره لتستأنف خطواتها نحوه بتردد…
ثم وقفت مكانها وهي لا تدري ماذا تفعل أو ماذا تقول…
كل كلماتها مختنقة في حلقها بفعل رهبة هذا المكان…
حتى عاد هو يغمغم بصوته المهيب:
_اجلسي يا “مُزن”.
ولم تجرؤ بالطبع على،سؤاله كيف عرف عن اسمها…
فاكتفت بالجلوس أمامه على الكرسي الوحيد في المكان…
وبينهما كانت مائدة عجيبة سداسية الشكل تتوسطها صحفة من مادة غريبة لم ترها من قبل…
وبداخلها اشتعلت بعض الأحجار برائحة غريبة كادت تصيبها بالدوار…
لكنها تماسكت وهي ترفع عينيها نحوه هامسة بوجل:
_هل يمكنني الحديث الآن؟!
ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه المتغضن وهو يقول ببطء واثق:
_لا حاجة للحديث في وجود “عمران” …ألم يخبروكِ بهذا؟!!
وضعت كفها على صدرها بخوف عندما تناول هو مفتاحاً ضخماً أسود اللون غريب الشكل ناوله لها قائلاً:
_فقط ضعيه على صدرك لدقيقة.
مدت أناملها بتوجس وهي تتناوله منه لتفعل مثلما طلب منها…
ثم أعادته له …
لتتسع عيناها بترقب وهي تراه يضعه وسط الأحجار المشتعلة أمامها ليتحول لونه في لحظات …
من الأسود إلى الأزرق ثم إلى الأحمر…
لتصرخ فجأة صرخة عالية وهي تتبين قطرات الدم التي تناثرت فجأة على جسدها وثوبها…
ولم تتبين مصدرها !!!!
فتلفتت حولها بذعر وهي تهتف بجزع:
_ما هذا الدم؟!!!من أين جاء؟!!
انعقد حاجباه الكثين وهو يتأمل المفتاح بتفحص …
ليقول بعد صمت قصير:
_من قدرك يا “مزن”…قاتلة ومقتولة أنتِ…ولو بعد حين!!!
شهقت بخوف ثم تمتمت بخفوت:
_تعني أنني سأقتله؟!!لا…مستحيل!!
فاتسعت ابتسامته الساخرة وهو يعاود مواجهتها بعينيه المطفيتين:
_مفتاح عمران لا يكذب…ولهذا أنتِ هنا!!!