تحميل ديوان نبوءات الجائعين pdf أيمن العتوم
قصائد كتبت في السجون..
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
صفحةٌ من كتابٍ لم تُطوَ بعد، وأحرفٌ اتّصل أوّلها فتشّكلت، ولم يتّصل آخِرها، وروحٌ ترى الأفق أضيقَ من أن يتسع لفضائها، وقلبٌ تخضّب بالعاطفة الثّائرة الّتي لا تعرف الهدوء، وإيمانٌ شرّش في خلايا كلّ جارحةٍ أرادت ألاّ تخفض رأسَها مهما كان السّقف الّذي يُحاصِرُ حرّيتها!!
إنّ غُصّةً واحِدةً في مجرى حلقي لا يُمكن أن تشفيَها كلّ أنهار الكون، وإنّ نفثةً واحِدةً من أحزان صدري لو أصابت أهل الأرض لتحوّل الهواء إلى عالَمٍ يضجّ بالأسى··· جئتُ لأقول كلمتي للتّاريخ، وسيحفظها التّاريخ أو ينساها، ليس ذلك مُهمًّا!! المهم أن أقولَها· إنّ الدّفقات الّتي تغلي بين جدران أعماقي لا يُمكن أن أصبر عليها طويلاً، ولا يُمكن أن أخبّئها في أدراج مكتبي، أو أحفر لها شِقًّا في حائط غرفتي؛ كي لا يعثروا عليها عندما يفتّشونها، ولا يُمكن أن أؤجّلها إلى الغد؛ الغد يعني أن تُنافق، إنّ فكرة التّأجيل ليست واردةً عندي أبدًا، إنّها مثل النّسيء زيادةٌ في الكفر··· إنّ كلماتي انبثقت مع هذا الغَلَيان الّذي إنْ لم أفجّره فجّرني، وإن لم أفتحْ أمامه القَنَوات ليأخذ مجراه الطّبيعيّ أهلكني···
صفحةٌ من كتابٍ لم تُطوَ بعد، وأحرفٌ اتّصل أوّلها فتشّكلت، ولم يتّصل آخِرها، وروحٌ ترى الأفق أضيقَ من أن يتسع لفضائها، وقلبٌ تخضّب بالعاطفة الثّائرة الّتي لا تعرف الهدوء، وإيمانٌ شرّش في خلايا كلّ جارحةٍ أرادت ألاّ تخفض رأسَها مهما كان السّقف الّذي يُحاصِرُ حرّيتها!!
إنّ غُصّةً واحِدةً في مجرى حلقي لا يُمكن أن تشفيَها كلّ أنهار الكون، وإنّ نفثةً واحِدةً من أحزان صدري لو أصابت أهل الأرض لتحوّل الهواء إلى عالَمٍ يضجّ بالأسى··· جئتُ لأقول كلمتي للتّاريخ، وسيحفظها التّاريخ أو ينساها، ليس ذلك مُهمًّا!! المهم أن أقولَها· إنّ الدّفقات الّتي تغلي بين جدران أعماقي لا يُمكن أن أصبر عليها طويلاً، ولا يُمكن أن أخبّئها في أدراج مكتبي، أو أحفر لها شِقًّا في حائط غرفتي؛ كي لا يعثروا عليها عندما يفتّشونها، ولا يُمكن أن أؤجّلها إلى الغد؛ الغد يعني أن تُنافق، إنّ فكرة التّأجيل ليست واردةً عندي أبدًا، إنّها مثل النّسيء زيادةٌ في الكفر··· إنّ كلماتي انبثقت مع هذا الغَلَيان الّذي إنْ لم أفجّره فجّرني، وإن لم أفتحْ أمامه القَنَوات ليأخذ مجراه الطّبيعيّ أهلكني···