تحميل رواية الطاووس الأبيض Pdf منال سالم
رواية اجتماعية تحاكي الواقع المعاش حيث أجواء المناطق الشعبية وما بها من أحداث مشوقة… والرواية مأخوذة من مواقف أغلبها حدث بالفعل، لكن تختلف البيئات، والأزمان، وحتى الشخصيات.
كقارئ ربما لن تشعر بالغرابة إن صادفك موقف شعرت فيه أنك عايشت تجربة مماثلة، فكل شيء جائز خلال متابعتك لفصول العمل، ما عليك إلا أن تطلق العنان لخيالك، وتستمتع بالتجربة وتتفاعل مع الأبطال.. هنا أنت لست بقارئ فقط، وإنما جزء من الأحداث.
اقتباس من الرواية
بلغت ألسنة اللهب عنان السماء في أقل من لحظاتٍ بعد اندلاع النيران في محل بيع الطلاء الكائن بالمنطقة المأهولة بالسكان المحليين من ذوي الطبقة المتوسطة والفقيرة، تعالت الصرخات المفزوعة واختلطت مع الأصوات التحفيزية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يتفاقم الوضع أكثر من ذلك وتطال النيران المستعرة المباني المجاورة ويحدث ما لا يُحمد عقباه. حملقت الصغيرة ذات الجديلتين السوداوتين بعينين متسعتين في رعب في اللافتة المتآكلة والتي أوشكت على السقوط، حاولت تحذير ذلك الصبي الذي جاهد لإطفاء النيران من جهته مستخدمًا دلوًا معدنيًا مملوءًا بالماء، لكن صوتها الضعيف لم يصل إليه وسط الجلبة الصاخبة التي تصم الآذان.
انقبض قلبها في هلع أشد حينما وقع جزء خشبي منها على كتفه فطُرح أرضًا، هرولت بشجاعة متهورة تناقض سنوات عمرها الصغيرة نحوه لتهب لنجدته بعد أن سكن جسده كليًا، جثت على ركبتيها تهزه بعنفٍ.. لا استجابة على الإطلاق!
تلفتت حولها باحثة عمن يساعدها، الكل مشغولٌ بإخماد الحريق الهائل، نهضت مستندة على كفيها لتقف عند قدميه، انحنت عليه بجسدها الهزيل لتمسك به من عقبيه، حاولت جره بعيدًا عن النيران لكنها لم تستطع، فقد كان وزنه ثقيلاً بالنسبة لها.
لهثت وتعرقت وتسارعت أنفاسها، ومع ذلك لم تيأس، استمرت في المحاولة مستنزفة كل قواها، بدأت في السعال المتألم بعد أن ازدادت كثافة سحب الدخان الذي عبأ المكان وملأه. توقفت عن سحبه لتضع يدها على أنفها مانعة نفسها من استنشاق المزيد من الأدخنة الخانقة، جابت بنظراتها المرتاعة المكان الذي تحول لكتلة من الضباب وهي معتقدة أنها النهاية، لا مخرج.. لا نجاة، تهاوت جاثية على ركبتيها وقلبها يكاد ينخلع من عنف دقاته، وضعت يديها المرتعشتين حول عنقها المتيبس تتحسسه في عجزٍ، وكأنها تستجدي بذلك آخر نفسٍ لها في الحياة.
تحميل مباشر الجزء الأول : من هنا
تحميل مباشر الجزء الثاني : من هنا