كتاب خلاّق يأخذك في رحلة الكون الفسيح ليصل بك إلى نشأته التي بدأت بالإنفجار الكبير منذ ١٣.٧ مليار السنة ، ومن المتوقع أن يستمر تمدد الكون ١٠٠ مليار سنة في المجموع ومن ثم ينكمش – حسب نظرية الإنسحاق الكبير – في مثل هذه المدة ليكون مجموع عمر الكون المتوقع ٢٠٠ مليار سنة ، وهناك نظرية الارتداد الكبير التي تقول بأن الكون سيعود من جديد وفق نفس الطريقة وبنفس الأبعاد والأحداث مما يعني أننا سنعيش إلى الأبد بتكرار أبدي بأزمان متباعدة ، وهذه النظرية تتفق مع فكرة العود الأبدي التي رسمها الفلاسفة الشرقيون والإغريق وتبناها نيتشه.

وقد يكون هناك سلاسل إنفجارات لأكوان لا حصر لها لكن الكون الذي نحن فيه صامت لا يجيب على أسئلتنا ربما لأنه يائس مثلنا من الإفصاح عما يجري ، إن العلم هو الذي يتحرى في معتقداتنا الروحانية ويبحث عن دوافع نشوئها وهو بذلك يعيد بناء تكويننا الروحي.

شن المؤلف هجوما شرسا على من جعل الأرض مركز الكون مع أنها واصلت طوال التاريخ دورانها حول الشمس – التي ربما تكون قدانفصلت عنها في الماضي – ، وبعد أن يزول كوكب الأرض بعد ٥ مليارات سنة بعد احتراقه كرقاقة من حبة البطاطس أو ببلع الشمس له ، ستولد نجوم وعوالم ومجرات أخرى ولن يعرف أي شيء عن مكان ما كان اسمه كوكب الأرض.

في الحديث عن أصل الحياة ، تحدث المؤلف عن نظريتين في هذا المجال :
١- نظرية النشوء اللاحيوي : المواد الطبيعية على الأرض — مواد عضوية غير حية — بسيطة — مركبة — أحماض أمينية — رنا و دنا — ثم تكون غشاء الخلية من لبيدات الفوسفات وتناسخ رنا — تكاثرت الجزيئات وحدثت الطفرات — نشأت الخلية البدائية ثم نشأت خلية حقيقية النواة وفيها ميتوكوندريا

٢- نظرية البذور : والتي تفترض وجود بذور الحياة في الكون والتي وصلت في وقت معين إلى الأرض وبدأت بالتطور ، ضعف المؤلف الفرضية الثانية ورجح الأولى تبعا لمدرسة كبرى في البيولوجيا تبنت نفس المذهب.

ولايزال من المستحيل التدليل على أحدهما بسبب محدودية أدواتنا العقلية والعلمية.

تحميل الكتاب