تحميل يوم مشهود pdf أيمن العتوم
واقفٌ هنا منذ ستّين عامًا لأعود لنفسي… أطرق الأبواب الّتي غابَ سُكّانها، وأمشي في الدّروب الّتي رحل أهلُها، وأسأل الوجوه الّتي تبدّلتْ، وأنتظر الإجابات الّتي ماتت، وأُصغي لعلّني أسمع صهيل الشّقراء يقدم من فَجٍّ عميق، وما الخيل إلاّ صوتُها؟ فهل يعودُ إليّ ذلك الصّوت الحبيب الّذي غرق في بحر الماضي. واقفٌ أنتظرني… أي بؤس أشدّ من أن ينتظر المرء نفسه التي أنكرها بعد طول ضياع…؟! هنا كان جدّي، هنا كان أبي، هنا كانتْ أمّي.. لماذا لم تبقَوا زمنًا أطول، لماذا تركتُم العاشق اليتيم وحيدًا؟!
تدور أحداث الرواية عن بدايات ولوج المحتلّ بلادنا العربية ؛
ذاكراً الأحداث المفصلية في التاريخ وفي حياة كل عربي منذ وعد بلفور الغاشم بإتخاذ فلسطين وطن قومي لليهود مروراً بحرب ال 1948
و حرب ال 1968 ( معركة الكرامة) ؛
و ختاماً بحرب الفدائية والجيش ؛
بأسلوب الدكتور العتوم الفذّ ؛
وببسالةِ كلماته ؛
وصدقِ تحرياته …
ترجع بك أحداث الرواية إلى تلك الأزمان التي تجرعَ بها أهلونا ظلم العدوان و مرارة التهجير ،
ما كنتُ أسمعه من أبوايَ وأجدادي قرأتهُ في رواية يوم مشهود فأحسستُها كالختمِ على صدق ما سمعت …
عندما تقرأ ما كتبه الدكتور العتوم في وصف مشاعر الثّوار وكل شريف أتى من شتى أصقاع الأرض ليُساهم في التحرير حتى لو كان على مستوى فردي ، يُضيئ في نفسك ذاك الرُواق الفسيح المُفضي للروح ؛ المُطل على القلب فتزهرُ بساتين من حبٍ وفخرٍ وشوْق ، ثم ما تلبث أن تَغتالَ الغصّات ما أحْيَتهُ في قلبكَ منذ قليل …
تتناوشكَ المشاعر وتُلقي بك الأحاسيس في غياهبَ مجهولة فـ تارة تحسّ بالعزة والكرامة ، وتارة تشعر بالذلّ والهَوان ، ودائماً تقشعرّ نفسك من مكائد الخيانة وغطرسة المُحتل …
لم تكن فلسطين يوماً حكراً للفلسطينيين !!!
فهي كالهواءِ كالماءِ كالسَماءِ كالأسْماءِ كالمطرِ كالقمرِ كالشمسِ كالندىِ كالسلامِ كالإسلامِ كالحُبِ … ملكاً للجميع …
فلسطين أرض الأنبياء ومهد الديانات السماوية ، كانت وما زالت وسَتظل قِبلةَ العاشقين وملاذَ المُتيَمين وبوصلةَ كل شريف عزيز يأتونها من كل حدٍ وصوْب حاملين أرواحهم على أكفهم تهون في سبيل تحريرها …
رواية يوم مشهود التاريخ كما يجب أن يكون ..
بين تاريخ البطل الراحل مشهور الجازي وقلم العتوم الصادق كتبت هذه الأسطر وصنعت هذه التحفة التاريخية الأدبية..
ذهب الدكتور أيمن إلى التاريخ منذ عام ولد البطل 1928 ماراً بحرب 1948 وحرب 1967 ومعركة الكرامة وصولاً الى المعركة بين الجيش الأردني والفدائيين بجرأة مشهودة وكشف المستور دون مواراة ..!!
كنت أقرأ بصدمة حيناً و فخراً حيناً آخر وبغصة في القلب ووجع في الروح أحياناً كثيرة ..
ترحمت على كثيرين وبكيتهم حرقة وحسرة..ولعنت أكثر ودعوت بأن يكون الجحيم مستقرهم بملئ قلبي..ولم أكن لأشك بمصيرهم !