تحميل كتاب صحوة التوحيد (دراسة في أزمة الخطاب السياسي الإسلامي) pdf محمد العبد الكريم في كتب دينية
“يبحث هذا الكتاب في القيمة الكبرى التي تقيم كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) التي من دونها لن يحقق التوحيد إفراد العبودية لله تعالى.
فكل سعي لإقامة التوحيد لا يعسى إلى إقامة القسط، فلن يثمر سعيه ما يريد، فمن ظن أن قيام التوحيد يقوم بملاحقة البدع والخرافات وهدم القباب ومحاربة الأصنام الحجرية والشجرية.. إلخ، فهو يسعى مشكوراً إلى إقامة جزء من التوحيد، ليترك الجزء الأعظم منه الذي لأجله بعثت الرسل وأرسلت الرسل، وهو إقامة القسط، وهي لا معنى لها ما لم تكن في مواجهة الطغيان البشري”.
بهذه السطور يخبرنا المؤلف (محمد العبدالكريم) بموضوع كتابه الذي امتد على 168 صفحة، واختار له عنواناً غريباً (صحوة التوحيد)، ووجه الغرابة هو أن الصحوة حالة مرتبطة بالكائن، فهو الذي يصحى، بعد غفلة أو سِنة، أما التوحيد فهو المبدأ الذي يفترض به أن يستلهم، لتحقيق الصحوة، ولكننا ومن خلال المقطع الذي أوردناه للمؤلف والذي يحدد فيه موضوع دراسته، سنفهم لعبة العنوان، فالصحوة كما نعرف لم تعد مصطلحاً مرتبطاً بحالة الكائنات، وإنما دخلت المعجم السياسي والفكري منذ زمن بعيد، لتعبر عن نهوض التيارات الإسلامية، هذه التيارات تعاملت مع الأنظمة السياسية بطرق مختلفة يصفها المؤلف في الفصل الثالث، وقد أدت تداعيات ذلك لعدد كبير من التيارات الإسلامية إلى التركيز على التوحيد في معناه الاعتقادي، تاركة ما يراه المؤلف الجزء الأعظم من التوحيد وهو إقامة القسط، فلذا تحتاج تلك الصحوة إلى صحوة جديدة، صحوة ترتكز على إقامة القسط، والوصول بالمجتمعات إلى العدل، والتخلص من الاستبداد والمستبدين.