تحميل كتاب البياض والسواد Pdf أبي الحسن السيرجاني
الكتابُ عبارةٌ عن دليلٍ أساسيّ للمتصوّف، وضعَهُ أحدُ مشايخ التّصوّف الكبار، وجمع فيه الإرثَ الصّوفيّ لمن سبقَهُ من المتصوّفين الكبار. ويضمُّ الكتابُ مجموعةً من أخبارهم وأقوالهم التي من شأنها أن ترشد المريدينَ التّوّاقين إلى الهداية. ويُشكّلُ كلُّ بابٍ من أبوابه الثّلاثة والسّبعين بحثًا مستقلًا يتناولُ مفهومًا من مفاهيم التّصوّف أو قاعدةً في السّلوك، يشرحُها السّيرجاني من خلال حشدِ آراء كبار المتصوّفة وآيات القرآن والأحاديث النّبويّة والحِكَم المأثورة وعددٍ من الأبيات الشّعريّة.
وكتاب البياض والسّواد من المجاميع التي عبَّرَ فيها المؤلِّفُ عن مذهبِهِ وآرائِهِ بلسانِ غيره، فجمعَ لذلك أقوال المتصوّفين بين القرنين الثّامن والعاشر للميلاد. وتظهر براعة السّيرجاني من خلال بناء هذا الكتاب على نحوٍ متّسقٍ ومتكامل، وفي تركه لنفسِه فسحةً في بعضِ المواضع للتّعبير عن آرائه الخاصّة. وإنّ “صوتَ المؤلّف” هذا “ليُسمعُ” بشكلٍ واضحٍ في اختياره لعنوان الكتاب، وفي مقدّمته له، وفي تخلّصه من بابٍ إلى آخر بعبارةٍ تربطُ السّابق باللاّحق. لقد أوجد هذا “الصّوت” وحدةً داخليّةً بين عناصر الكتاب المختلفة، وشكّل هيكلًا تامًّا واضحَ المعالم، رسّخته الأقوال والآراء التي ساقَها.
ويضمُّ الكتاب مجموعةً لا يُستهانُ بها من الأخبار والأقوال التي لا وجودَ لها في أيٍّ من المصادر الأخرى، ما يمنحهُ قيمةً عاليةً في دراسة تاريخ التّصوّف بدءًا من نشأته، ووصولًا إلى دراسةٍ معمّقةٍ لتعاليمه. ويصف الكتاب بدقّةٍ قواعد هذا المذهب، ما يجعلهُ دليلًا للمريدين الباحثين عن معرفةٍ حقيقيّةٍ بالله. يعرّف السّيرجاني فيه الإيمان والتّوبة من وجهة نظرٍ صوفيّة، ويعرّج على ذكر الزّهد والتّقشّف ونكران الذّات في سبيل الاستغراق في الذّكر. ويسلّطُ الضّوءَ على العلاقة بين الشّيخِ والمريد من خلال استعراض خصائص العالِمِ “وارثِ النّبوّة”،
وما تقوم عليه التّربية من مبادئ السّلوك والخصال، يُضافُ إلى ذلك الحديثُ عن الفقر والجوع والصّحبة والفتوّة، ورفقِ المشايخ المتصوّفين بمريديهم. ويطرح الكتاب مفاهيم شتّى لعقيدة المتصوّفة منها: الجمع والتّفرقة، والفناء والبقاء، وعلم الباطن، والفراسة، وعالم الغيب، وأحوال النّفس ومقامات الطّريق. هذا إلى جانب عناوين أخرى مثيرةٍ للجدل كالمشاهدة والوَجْد والكرامات. ويتجلّى ميلُ السّيرجاني الأدبيّ وتذوّقُه للشّعر في تخصيصه بابًا لأشعار المتصوّفين.
حاليا بالمكتبات وغير متوافر بصيغة pdf
قريبا