تحميل رواية وسقطت بين يدي شيطان pdf مي علاء
تحت ضوء القمر و لمعان النجوم .. صوت الرياح و رائحتها المنعشة و نسيمها .. مع الهدوء الذي يعم شوارع هذة القرية ….
كانت واقفة في شرفتها .. تطبق جفونها لتستقبل النسيم الذي يهب عليها .. شعرها الأسود المبلل الذي يتطاير بتمرد على اثر ذلك النسيم و ايضا روبها الأبيض الذي يصل إلى اسفل ركبتيها بقليل تتطاير اطرافة على اثر النسيم ، كانت شاردة الذهن .. تتذكر ما حدث لها منذ عامين قبل هروبها من منزلها و مدينتها
منذ عامين ماضيين
تسير في الشوارع المبللة و الباردة .. تحت الأضائة الخافتة التي تنبعث من اعمدة النور ، تلتفت حولها بخوف وقلق وهي تحاول اخفاء وجهها بذلك الشال لكي لا يتعرف عليها احد و يعيدها إلى منزلها الكريه الذي هربت منة لتوها ، ابتعدت عن نطاق حي منزلها و صعدت احدى وسائل النقل لتوصلها إلى محطة القطار .
وصلت إلى المحطة و كان القطار بدأ بالتحرك فركضت بسرعة حتى لحقت بة وصعدتهة ، اسندت رأسها على العمود الحديدي و هي تلتقط انفاسها و ازاحت ذلك الشال من فوق رأسها لتظهر شعرها الأسود المجعد و تحمد ربها بأنها ابتعدت عن منزلها بالقدر المستطاع ، اراحت قدميها جالسة على ارضية القطار و اخرجت من ذلك الكيس الأسود الصغير الذي يحتوي على القليل من النقود .. صورة صغيرة لوالدها الذي توفى من صغرها .. نظرت لها بألم وهي تحرك شفتيها بهمس بأنها اسفة لفعلتها و من ثم طبقت جفونها بألم وهي تتذكر ذكرياتها القلية مع والدها المتوفي و دون ان تشعر نامت فهي لم تنم منذ يومين
مر الوقت و اشرقت الشمس ، فتحت عينيها على اثر يد احدهم تحركها لتستيقظ
الكمسري : يا انسه .. يلا دي اخر محطة
اومأت برأسها و نهضت ، خرجت من القطار و وقفت وهي تنظر للشمس بعينين مغمضتين قليلا فلمعت عينيها العسليتين ، سارت وهي لا تعلم اين هي .. لا تعلم إلى اي قرية او محافظة اوصلها القطار إليها .. لم تهتم كثيرا فما يهمها انها ابتعدت عن تلك الحياة و المنزل و الأشخاص الذين سأمت منهم