تحميل رواية في كل أسبوع يوم جمعة Pdf إبراهيم عبد المجيد
هذه الرواية تضعنا أمام إشكالية كيف يتعامل الأديب مع “الموضات” والظواهر الاجتماعية، دون أن يقع في فخ محاكاة الواقع.. إنها موضات وظواهر دخلت إلى وجدان الروائي، فحاول معرفة خلفياتها ودوافعها، ليضع يده على حجم التغيير الذي طال المجتمع المصري في العقدين الأخيرين من نهاية القرن العشرين، والعشرية الأولى من القرن الجديد.
اختار إبراهيم عبد المجيد، أحد المواقع على الإنترنت، والذي تشترط صاحبته قبول أعضاء جدد في يوم الجمعة فقط من كل أسبوع، وبتوالي دخول الأعضاء الجدد، يحكي كل منهم حكايته، يدخل الروائي عش دبابير المجتمع؛ ليكشف ما جرى تحت سطحه، وكيف يفكر هؤلاء الشباب في ظروفهم وواقعهم، وما طموحاتهم وخلفياتهم الاجتماعية، وإحباطاتهم، وشيئًا فشيئًا يتقارب هؤلاء الشباب ليشكلوا مجتمعًا صغيرًا، تتجلى فيه كل ظواهر وأمراض المجتمع الكبير.
بهذا العمل، يدخل إبراهيم عبد المجيد مرحلة جديدة في سيرته الإبداعية، يثبت فيه أن الروائي هو عين وقلب مجتمعه بحق، يملك عيني زرقاء اليمامة، يشير إلي الخلل وتطوراته المقبلة، يشخص الدّاء ويترك لمن يهمه الأمر وصف الدواء
أديب المدن يكتب عن مدينة افتراضية على الواقع الافتراضي حيث 19 شخصية يمثلون طبقات و أشكال مختلفة من المجتمع و تتداخل حيواتهم بطريقة تمثل الواقع المصري كما هو بكل فجاجته دون مواراة و دون تجنب للمناطق الصادمة به و كما يتم نقله للشبكة العنكبوتية دون الدخول في تفاصيل تقنية كثيرة تضيع الجانب الإنساني في الحكايات. في كتابه “ما وراء الكتابة” حيث يتحدث إبراهيم عبد المجيد عن خلفيات كتابة كل عمل من أعماله يتحدث عن تلك الرواية بكونها مختلفة عن الفكرة العادية للروايات حيث بشكل ما هناك شخصية رئيسية و نقيض لها و أجواء مصاحبة لأن هذة الرواية بطلها الرئيسي هو الزمن حيث كل الأحداث الرئيسية تحدث يوم الجمعة و حيث الوقت الذي يتجمع أعضاء الجروب للحديث فيه هو الأهم و حيث الأيام التي تفصل بين لقاءاتهم الافتراضية هي ما تقوم بتشكيل تعاملهم عندما يجتمعون مرة أخرى للبوح و التخلص مما يثقلهم و منهم بالطبع من لا يتحمل و يقرر الانسحاب من الجروب و منهم من ينسحب من الحياة كلها.
ذكر إبراهيم عبد المجيد أن شخصية مختار كحيل كانت قد أصابته باكتآب شديد حتى أنه اضطر أثناء الكتابة للجوء إلى تناول أقراص الترامادول و كانت هذة هي المرة الوحيدة التي فعل فيها ذلك و هو شئ مدهش بالنسبة لي ليس فقط لما يمكن أن تفعله الكتابة بصاحبها و لكن لأن ذلك هو دليل حي على أن الكتابة لا سلطان لها فتلك الشخصية لم تؤثر في بنفس القدر الذي يمكن أن توحيه حالة الكاتب التي ذكر أنها صاحبته أثناء كتابتها بينما كان هناك شخصيات أخرى مثل تامر و رنا و مريم كان لهم نصيب كبير من التعاطف الذي شعرت به أثناء القراءة. بشكل عام تتميز كل أعمال عبد المجيد بسحر خاص و قدر هائل من البساطة و شخصيات متميزة و انعكاس متميز للواقع و الأهم من ذلك كله رؤية المدن بعين أخرى تجعلك تقع في غرامها أكثر و أكثر.