تحميل رواية عطر نسائي pdf عماد براكة
تعتبر رواية عطر نسائى من الروايات التى لم يتم طرحها فى السوق السودانى ربما بسبب مضمونها ولغتها المسرفة فى الجنس والسياسية لمرحلة مابين التسعينات وحتى اليوم , لذلك الرواية لم توزع في السودان الا بصورة محدودة لدى معارف الكاتب واصدقائه الا ان الكثيرين تمكنوا من الاطلاع عليه عبر مختلف الصور عن طريق التبادل
فهى قصة لفتاة جامعية درست بجامعة الخرطوم واحبت شاب ثورى ثائرعلى الاوضاع ..وتمثل هذا الحب فى علاقة قوية مابين الشابين واصدقاءهم الثوريين من الطلاب ومابين اجواء البلاد الصعبة انذاك والبحث عن مستقبل لهم.. وتشتت بهم السبل وسافر الحبيب .
لتعانى الفتاة من الوحدة وهلوسة رغبتها الجنسية وترمى بنفسها لقمة سايغة الى صديقه الوحيد وتخون حبها فى لحظة ضعف .. لتضيع الى الابد ..وتبدأ الماساة هنا والضياع فى نموزج هذه البنت وغيرها من اختار الطريق السهل للحياة وبيع الجسد لغذاء النفس ..وهناك فى الغربة يواصل بطلنا الشاب الضياع وسط ابناء جيله المهاجر الذى هو الاخر فى حالة ضياع وصراع مع النفس فيما يريد وما يؤمن ..وتتساقط علينا شخصيات اخرى كلها تبحث عن ذاتها وترمى باخطاءها التى ارتكبتها فى وجه المجهول
وكله هذا نقراه عن طريقة الفلاش باك السينمائية من بداية الرواية التى يستهلها الكاتب بالفتاة السودانية التى هاجرت الى امريكا مع زوجا اختارته لها الاسرة ورضيت به لتكمل حياتها ..وهى تتنظر قدوم حبيبها الاول فى زيارة لهم فى امريكا من طرف صديق لزوجها اوصاه ان يقيم معهم فى امريكا وهو يزورها لاول مرة وهنا كانت الصدفة العجيبة التى جمعت الحبيبين بعد فراق ومن ثم ما بين الانتظار والترقب الشبق للفتاة العاشقة والحضور للحبيب تتداعى الزكريات وترسم لنا معالم الرواية.
فكرة الرواية جيدة من حيث المضمون والهدف الا ان المعالجة جاءت مبتذلة بعض الشئ … ايضا تناولت الروايه الحياة الجامعية لطلابنا وطموحهم نحو المستقبل والصراعات السياسية فى الجامعات وظهور الطبقات الثرية وتفشى ظاهرة الفساد والجنس المنظم ..هى محاولة لالقاء الضوء على المسكوت عليه اعلاميا.
عماد براكة اضطراب ورعشه فظيعة.. أصابع يدي ترتجف أثناء انزلاق قلم الروج على ممشى شفتي لأمحو باللون القرمزي الداكن أثار قبل زوجي الأنيقة بلا فائدة.. اشعر بالارتباك والقلق.. متلهفة لرؤيته بعد هذه السنين الطويلة وخائفة من مواجهته حدّ التوتر.. لقد انتظرتُ هذا اليوم على عتبة تنبؤاتي.. أبعزق في ارتباكي.. أتأملني في مرآة غرفه النوم.. أمد رأسي للأمام أميل باتجاهي.. كأنني أريد أن أفشي سري أبوح لصورتي.. أو ربما لنفسي.. رجعت أفرد رموشي أقوّسها.. قلم الكحل يهتز أيضاً فى يدي.. أحدّق فى نفسي جيـّداً.. أرى بعض تجاعيدي.. أتبرّم أضم شفتي ثم أضع بدره خفيفة بلون المشمش.. ولا انسي شعري فأعدله بلمسات خفيفة وأصابع مرتعشة
وللمرة الرابعة أضع خلف أذني ذلك العطر الذي يحبه. ذات مره اعترف لي: انه حين يستحضرني في ذهنه.. كان يشم حتى رائحة عطري.. وفي نفس الأسبوع كتب لي قصيدة عنوانها (عطر امرأة)…. [: ورغم ذلك سيظل شعري خشن مثل لحيتي ] هكذا كان يقول لي
ابتسمت لنفسي في المرآة وغمزت لها بعيني اليسرى ابتهاجاً بومضة ذكرى أنعشت أنوثتي.. نهضتُ من مقعد التسريحه برشاقة وتأملتني في المرآة للمرة الأخيرة أهديتني قبله في الهواء ثم حوّصت بعينيّ ربما اهرب من اضطرابي.. ذهبت إلى المطبخ بخطوات سريعة كي أتمرّن على رشاقتي.. أطمئن علي الأكل.. ثم أعود إلى الصالة لأتأكد من أناقة الديكور.. أتأمل الأثاث ومدى انسجامه.. أقوم بتعديلات طفيفة أبدد بها بعض ارتباكي.. أزحزح الاباجورة من مكانها قليلا كمضيفة طيران أنيقة أدور حول طاوله السفرة.. اجلس علي كنبة الجلد السوداء.. أربط حزام بهجتي لحظة هبوط القلق.. ارمي بتوقعات أماكن جلوسه.. اقترح له الكرسي الذي يقابلني