تحميل رواية أحفاد الشر pdf إسلام وهيب

دلف مروان إلى المكتب, سحب كرسى ووضعه أمام مكتب الأستاذ مُسعد بحيث يجلس في مواجهة المكتب, رفض أن يجلس بتلك الطريقة الاعتيادية التي يجلس بها أي شخص حينما يتحدث إلى أخر يجلس على مكتبه, جلس مروان بأريحيه شديدة وسط دهشة مُسعد المستترة خلف تلك الابتسامة الدبلوماسية التي يجيد رسمها باحترافية عالية, لم يأخذ ما حدث في الاعتبار, فقط جلس بهدوء وهو لا يزال يوزع كلمات الترحيب بطريقة لا تُظهر ما يُبطنُه .
– تشرب أيه بقى يا مروان باشا .

طقطق فمه وهو يغمز بإحدى عينيه وعلى محياه تلك الابتسامة المستفزة .
– مش دلوقتي, في حاجة أهم أنا عاوزها .
– أنت تأمر .
– عاوز أخذ رأيك في حاجة شخصية .
– يا سلام, أنا والشركة كلها تحت أمرك, دا أنت من يوم ……
قاطعة مروان .
– شششش , مش عاوز رغي كتير .

مُسعد لا يفهم سر تلك الطريقة التي يتحدث بها مروان ولا سر تلك الثقة الزائدة لكنه قرر أن يتعامل مع الموقف بخبرة طويلة حتى يسكُب هو ما بداخله, ابتسم مجاملاً وهو يرمقه من فوق عويناته الدقيقة, تنهد مروان قبل أن يستأنف حديثه .

– من كام يوم كدة, كنت قاعد بدور وبقلب في الحاجات اللي عندي, لقيت سي دي كدة قديم, قلت أتفرج عليه يمكن يخرجني من حالة الزهق دي, أصل أنت عارف طول عمري غاوي أفلام, المهم بشغل السي دي لقيته متصور بكاميرا ثابتة لمدير شركة كبيرة وهو بيهرج مع السكرتيرة بتاعته بس تهريج قليل الأدب أوي, قولت يمكن أنا مش مركز, معقول , معقول دا مدير أكبر شركة دعايا وإعلان, عملت زووم, وزووم تاني, وتالت, لحد ما اكتشفت أنه فعلاً المدير, بس اللي حصل ده فسر حاجة أنا مكنتش قادر أفهمها, سكرتيرة عبيطة لا بتعرف تشتغل ولا تعمل أي حاجة أيه اللي يخلي المدير يتمسك بيها .
ابتسم باستفزاز شديد قبل أن يُضيف .

– بعد ما شفت الفيديو ده فهمت, وبيني وبينك البت كلها حنان .
بدأت قطرات العرق تظهر على جبين مُسعد , يحاول جاهدًا أن يفرض سيطرته على يده التي بدأت ترتعش, حاول أن يخفي ما يشعر به لكن الموقف الذي فيه أكبر بكثير من تلك الخبرة التي اكتسبها في حياته العملية, أخرج مروان لفافة تبغ أشعلها ببرود أعصاب لا يتناسب مع حرارة الموقف, نفخ دخانها وثغره يتسع بشكل ضاقت على أثره عيناه فبدت وكأنه ذو أصول أسيوية, نفخ الدخان الكثيف في وجه مُسعد الذي تحول إلى جرز صغير مُبتل داخل مصيدة حديدية .


 

تحميل الكتاب

Leave a comment